تاريخ الترحيب: علاقة بيدفورد باللاجئين وطالبي اللجوء
- BRASS Bedford team
- 14 مايو
- 3 دقائق قراءة
بيدفورد، مدينة سوق تاريخية في شرق إنجلترا، لطالما تأثرت بالحركة والهجرة. فمنذ بداياتها كمستوطنة رومانية وحتى صعودها الصناعي في القرن التاسع عشر، شهدت بيدفورد تطورًا مستمرًا بفضل مساهمات مجتمعات متنوعة. ومن أهم عناصر نسيجها الاجتماعي علاقتها الراسخة باللاجئين وطالبي اللجوء. هذا الإرث ليس مجرد قصة استجابة إنسانية، بل هو أيضًا قصة صمود مجتمعي وإثراء ثقافي.
الهجرة بعد الحرب والموجات الأولى من اللاجئين
بعد الحرب العالمية الثانية، عانت بيدفورد، شأنها شأن العديد من المدن البريطانية، من نقص في الأيدي العاملة. أدى ذلك إلى استقدام عمال من جميع أنحاء الكومنولث وأوروبا. وكان اللاجئون الإيطاليون والبولنديون الذين شردتهم الحرب من بين أوائل الوافدين، حيث وجد الكثير منهم عملاً في مصانع الطوب والمصانع المحلية. وأصبحت شركة مارستون فالي للطوب في المدينة جهة توظيف رئيسية، حيث استقطبت المهاجرين من إيطاليا على وجه الخصوص، والذين وصل بعضهم في إطار برامج إعادة التوطين الحكومية.
في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، أصبحت بيدفورد موطنًا جديدًا لموجات جديدة من المهاجرين واللاجئين، بمن فيهم الفارون من الصراع في قبرص وأوغندا. أدى طرد نظام عيدي أمين للآسيويين من أوغندا عام ١٩٧٢ إلى انتقال عدد كبير من العائلات إلى المملكة المتحدة، وكانت بيدفورد إحدى المدن التي استقروا فيها. أنشأ هؤلاء السكان الجدد شركاتٍ ودور عبادة ومراكز مجتمعية لا تزال جزءًا لا يتجزأ من بيدفورد حتى اليوم.
الوافدون وطالبو اللجوء من أوروبا الشرقية في أواخر القرن العشرين
شهد أواخر القرن العشرين اضطرابات سياسية في جميع أنحاء أوروبا الشرقية، مما أدى إلى تدفق آخر لطالبي اللجوء. أصبحت بيدفورد، التي كانت تضم جالية بولندية قوية، مركزًا للوافدين الجدد من دول مثل المجر وجمهورية التشيك والبلقان. وكان العديد من هؤلاء الأفراد يفرون من الاضطرابات المدنية أو الصراعات العرقية أو الأنظمة القمعية.
عملت المجالس المحلية والمنظمات التطوعية على دعم الاندماج من خلال توفير السكن، وتعليم اللغات، وتوفير فرص العمل. ورغم وجود تحديات، لا سيما فيما يتعلق بالتمويل ورضا الجمهور، اكتسبت بيدفورد سمعة طيبة كمدينة تبذل جهودًا حثيثة لمساعدة الوافدين الجدد على بدء حياة جديدة.
القرن الحادي والعشرون: الصراعات العالمية والتضامن المستمر
شهد القرن الحادي والعشرون موجات جديدة من اللاجئين إلى بيدفورد، غالبًا استجابةً للأزمات العالمية. لجأ لاجئون من العراق وأفغانستان وسوريا، ومؤخرًا أوكرانيا، إلى المملكة المتحدة بحثًا عن الأمان. وشاركت بيدفورد، من خلال جهود الحكومة المحلية والجهود الشعبية، في برامج إعادة التوطين الوطنية، مثل برنامج إعادة توطين الأشخاص المعرضين للخطر في المملكة المتحدة.
في عام ٢٠١٦، التزم مجلس مدينة بيدفورد بإعادة توطين ما يصل إلى ١٠٠ لاجئ سوري على مدى خمس سنوات. وصرح رئيس البلدية ديف هودجسون قائلاً: "لقد أصبحت هذه العائلات، مع أطفالها، بلا مأوى وباتت في وضع هش للغاية بسبب حرب مدمرة تُسبب معاناة إنسانية لا تُصدق". وأكد على أهمية التعاون مع الجمعيات الخيرية المحلية مثل "BRASS" (دعم اللاجئين وطالبي اللجوء في بيدفوردشير) و"مشروع كينغز آرمز" في تقديم الدعم.
بحلول مارس 2022، استقبلت بيدفورد 89 لاجئًا عبر برامج إعادة التوطين المختلفة منذ عام 2014، منهم 85 عبر برنامج إعادة التوطين القسري (VPRS). بالإضافة إلى ذلك، كان ما لا يقل عن 16 طالب لجوء يقيمون في المنطقة بانتظار البت في طلباتهم. وهذا يعادل حوالي تسعة طالبي لجوء لكل 100,000 نسمة.
في مارس 2024، أعلن مجلس مقاطعة بيدفورد عن تخصيص ما يصل إلى 2.18 مليون جنيه إسترليني من تمويل الحكومة المركزية لدعم إعادة إسكان اللاجئين في إطار برنامج صندوق الإسكان. وقد خُصص ما مجموعه 17 عقارًا للاجئين الأوكرانيين والأفغان. وصرحت المستشارة فيليبا مارتن-موران-براينت، المسؤولة عن السلامة المجتمعية والإسكان، قائلةً: "تؤكد هذه المبادرة التزامنا الراسخ بتوفير الدعم والملاذ الآمن للنازحين بسبب النزاع".
التحديات ومرونة المجتمع
رغم تميز بيدفورد بنهجها الترحيبي، إلا أنها واجهت تحديات أيضًا. في أغسطس/آب 2024، أشارت التقارير إلى انخفاض عدد طالبي اللجوء المقيمين في فنادق بيدفورد، من 126 في يونيو/حزيران 2023 إلى 85 في يونيو/حزيران 2024. وسلط عمران حسين، المدير التنفيذي للشؤون الخارجية في مجلس اللاجئين، الضوء على المخاوف بشأن استخدام الفنادق كأماكن إقامة، مشيرًا إلى أنها تترك الأفراد المعرضين للخطر معزولين ومعرضين للخطر.
رغم هذه التحديات، دأبت القيادة المحلية - المدنية والشعبية - على التركيز على الشمول والتفاهم. وقد لعبت منظمات مجتمعية مثل BRASS دورًا حيويًا في تقديم الدعم العملي والنفسي للأفراد الذين يمرون بعملية اللجوء. بدءًا من دروس اللغة والمساعدة القانونية وصولًا إلى الفعاليات المجتمعية وبرامج الصداقة، أصبحت BRASS والمنظمات المماثلة ركيزةً أساسيةً في استجابة بيدفورد الرحيمة.
تُعدّ علاقة بيدفورد باللاجئين وطالبي اللجوء دليلاً على التزام المدينة الراسخ بالإنسانية والمجتمع. على مرّ الأجيال، فتح سكان بيدفورد أبوابهم للفارّين من الحرب والاضطهاد والمصاعب. وبدورهم، ساهم هؤلاء إسهاماً كبيراً في ثقافة المدينة واقتصادها وحياتها الاجتماعية.
Comments